مركز “النانو” .. يهدف إلى الوصول لمنتجات تقنية لدعم الاقتصاد الوطني المعرفي
تبنت الجامعة منذ إنشائها دعم محور البحث العلمي من خلال إنشاء بنية تحتية مميزة تحوي معظم الأساسيات لقيام بحث علمي مميز، ولكون مجال أبحاث المواد المتقدمة والنانو حيويا على مستوى العالم ولارتباطه باحتياجات وتوجهات المملكة البحثية أنشأت الجامعة معمل المواد المتقدمة وأبحاث النانو ودعمته مالياً، واستقطبت باحثين سعوديين من الكوادر المتميزة من بعثات برنامج خادم الحرمين الشرفين ،وكذلك من الكوادر المميزة من الباحثين في مجال تقنية المواد المتقدمة وأبحاث النانو من الأجانب للعمل فيه، والذي يركز على توصيف وتصنيع المواد النانومترية المختلفة عن طريق مجموعة متنوعة من التقنيات واستخدام تلك المواد النانومترية لتصنيع أجهزة الاستشعار والأجهزة الإلكترونية المختلفة مثل تطبيقات أجهزة الاستشعار، والمجسات الكيميائية والغازية، والمجسات الحيوية الإلكتروكيميائية والبصرية، إلى جانب المجسات المكونة من المواد المغناطيسية، وتطبيقات المواد الإلكترونية، والثنائيات، وأجهزة الإنبعاث الحقلي.
وتتمثل أهمية هذا المركز في التوظيف الفعال للطاقات العلمية والتجهيزات التقنية وتوجيهها نحو خدمة القضايا التنموية، وتدعيم الروابط بين مؤسسات البحث العلمي والجهات الصناعية والخدمية.
ويهدف المركز إلى تحسين القدرة التنافسية وتحفيز القطاعات المستهدفة للاقتصاد من خلال بناء الكوادر الوطنية المؤهلة في هذا المجال الواعد، وتطوير الملكية الفكرية وتحويلها لمنتجات تدعم الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة (Knowledge Based Economy).
وقال وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد سلطان العسيري: إن الجامعة جهزت المركز بأحدث الأجهزة العلمية التي يتطلبها إنتاج وتحليل وقياس المواد النانوية. وتقدر تكلفة إنشاء المركز حوالي 40 مليون ريال سعودي بما فيها بناء ما يسمى بالمختبر النظيف (Clean Room) وهو المختبر الذي يتم فيه تصنيع المواد التي بحجم النانومتر، والذي يعتبر من المختبرات المتقدمة على مستوى جامعات المملكة.
وأضاف الدكتور العسيري: أن الجامعة من خلال معمل المواد المتقدمة وأبحاث النانو قد تقدمت للمنافسة على المراكز الواعدة التي طرحتها وزارة التعليم العالي عام 1431هـ وفازت ولله الحمد بإنشاء (المركز الواعد في المجسات والأجهزة الإلكترونية) في جامعة نجران بدعم سخي من الوزارة مقداره 10 ملايين ريال محققاً بذلك أحد المجالات البحثية التي يستهدفها مركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو بجامعة نجران.
وتتمثل المجالات البحثية التي يعنى بها مركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو بالجامعة في تحضير جميع المواد “النانومترية” بأشكال مختلفة مثل القضبان والأنابيب والأفلام الرقيقة والأسلاك والألياف بعدة طرق تحضير حديثة. وكذلك تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية من خلال تخفيض حجم المواد إلى قياس النانومتر.
كما تتوفر بالمركز كثير من التجهيزات العلمية الحديثة التي يتطلبها إنتاج وتحليل وقياس المواد النانوية، والتي قلما تجدها تحت سقف واحد. ومن هذه التجهيزات على سبيل المثال، المجهر الإلكتروني الماسح، والمجهر الإلكتروني النافذ، جهاز حيود الأشعة السينية، أجهزة قياس كفاءة الخلايا الشمسية، جهاز أطياف الأشعة فوق البنفسجية، جهاز أطياف رامان، جهاز أطياف الأشعة تحت الحمراء، المجهر الضوئي، مسعر المسح التبايني.
كما استقطب المركز مجموعة من الباحثين المميزين سعوديين وغير سعوديين في مجالات المركز البحثية، والذين لهم أبحاث علمية منشورة في مجلات علمية عالمية محكمة كما أن الجامعة ابتعثت عدداً من معيديها ومحاضريها في مجال اهتمامات المركز إلى مراكز تميز في جامعات مرموقة في دول متقدمة مثل كوريا الجنوبية وأمريكا وبريطانيا.
وبين أن الجامعة وقعت عدة اتفاقات مع جامعات ومراكز بحوث عالمية، تفعيلاً لدور الشراكة العالمية والتعاون الدولي. ومن هذه الجامعات ومراكز البحوث: جامعة كوريا الجنوبية الوطنية، جامعة شنبوك الكورية، جامعة هانيانج وجامعة يونسي بكوريا الجنوبية، معهد الحفازات الأسباني، جامعة يورك بالمملكة المتحدة، جامعة قناة السويس بمصر، معهد البحوث القومي المصري.
وأشار الدكتور العسيري إلى أن من أولويات المركز في الفترة المقبلة العمل على استقطاب طلاب الدراسات العليا السعوديين الذين يدرسون في جامعات المملكة أو في الجامعات العالمية في مجال المركز، وذلك لعمل تجاربهم البحثية داخل المركز.
إلى ذلك، أثبتت الإحصاءات البحثية أن الجامعة نشرت العديد من الأبحاث النوعية الناتجة من تجارب مختبرات مركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو تقرب من 400 بحث علمي تم نشرها في مجلات علمية عالمية مرموقة بالإضافة إلى عدد من براءات الاختراع التي بعضها تم الحول عليه والبعض الآخر في طور التسجيل كما حصد بعض الباحثين في المركز عدة جوائز عربية وعالمية كان آخرها الحصول على الجائزة الأولى والثانية لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية في البحث العلمي المتميز في مجال النانو تكنولوجي لعام 2014.
و مما يدل ولله الحمد على جودة الأبحاث التى عملت في المركز في مجال تقنية النانو والتقنية الاستراتيجية للمواد المتقدمة فقد ورد في التقرير الثالث لـ”مؤشرات الأداء البحثي لمؤسسات التعليم العالي بالمملكة لعام 2013 ) الذي تصدره دوريا مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع مؤسسة “تومسون رويترز”، حيث حافظت الجامعة على مستواها المتقدم في أثر الاستشهاديات المرجعية حسب ما ورد في التقرير الذي قال(سجلت خمس جامعات سعودية متوسط أثر استشهاديات مرجعية أعلى من المتوسط العالمي في فترة الخمس سنوات الأخيرة).
وذكر التقرير الجامعة ضمن الخمس جامعات، مضيفا “هذا يدل على قوة الأداء البحثي وقدرته على المنافسة عالمياً”.
كذلك أشاد التقرير بتميز الجامعة في العمل البحثي في مجال تقنية النانو والتقنية الإستراتيجية للمواد المتقدمة، وأبحاث العلوم الصحية والطبية السريرية والعلوم الحيوية.
كما أشار العسيري إلى أن الفريق البحثى ي معمل المواد المتقدمة وأبحاث النانو اكتسب خبرة جيدة في مجالات أجهزة الاستشعار والأجهزة الإلكترونية وبتوفر البيئة البحثية فستكون الخطوة القادمة هي التركيز على استثمار ونقل نتائج الانجازات بالمركز الى منتجات حقيقية وأجهزة على المستوى الصناعي وقد تقدمت الجامعة بمقترح من 300 صفحة لوزارة التعليم بإنشاء مركز منتج في مجال ( الأجهزة الإلكترونية متناهية الصغر ونمذجتها)
INNOVATIVE PRODUCTIVE RESEARCH CENTRE (IPRC)
حيث سيركز العمل في المركز المقترح على ثمانية مسارات بحثية مختلفة لتطوير النماذج الأولية كما يلي:
1- أجهزة الاستشعار الغازية المعتمدة على مواد نانوية من أشباه الموصلات: تصميم وتصنيع نماذج أولية.
2- بناء وتشكيل منظومة من جسور ووصلات نانوية ذاتية التجميع : أسلاك نانوية معتمدة على كواشف فوتونية واستشعار نانوى: تصميم وتصنيع نماذج أولية.
3- أجهزة استشعار كهروكيميائية من مواد نانوية معدلة ومبتكرة: تصميم وتصنيع نماذج أولية.
4- تصميم وتصنيع أقطاب نانوية من أكسيد الزنك لبواعث المجاهر الإلكترونية.
5- بطاريات أيونات الليثيوم عالية الكثافة: تصميم وتصنيع نموذج أولى.
6- تطوير تقنية جديدة لتصنيع أجهزة كهربية نانوية.
7- مصفوفات نانوية من السيليكون المسامي كأجهزة إستشعار كيميائية غازية وحيوية.
8- تصنيع مواد نانوية للخلايا الشمسية المستحدثة بالصبغات
ودشن مدير الجامعة الدكتور محمد بن إبراهيم الحسن مختبر الغرفة النظيفة Clean room بمركز المواد المتقدمة وأبحاث النانو في موقعه الجديد بالمدينة الجامعية، حيث استغرق تجهيز المختبر قرابة 6 أشهر تم خلالها تجهيزه بالتعاون مع الشركة الكورية المصنعة له بموجب الاتفاقية المبرمة مع الجامعة وبمشاركة فاعلة من الباحثين والفنيين بالمركز .