من نعم الله علينا أن هيأ لنا في هذه البلاد المباركة- المملكة العربية السعودية -حكاماً يعملون على تحقيق كل ما فيه خير وصلاح للبلاد والعباد ، فالمتأمل في سيرة وطننا الغالي منذ تأسيسه على يد المغفور لها الملك عبدالعزيز بن سعود -طيب الله ثراه-ومن بعده أبنائه- رحمهم الله – من تقلدوا مقاليد الحكم في هذه البلاد يجد أن هناك مجموعة من القرارات التاريخية في شتى المجالات التنموية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتي كان لها الأثر- بعد توفيق الله عز وجل- في نهضة وعزةِ واستقرار وآمن ورغد العيش لهذا الوطن الغالي، فبالرغم من وجود معارضين لمثل هذه القرارات بحجة وجود مفاسد ظنية وأهمية لا تستند إلى فهم صحيح وسليم لتعاليم ديننا الحنيف، وإنما تنطلق من مبدأ مقاومة التغيير فقد أثبت الزمن أن تلك القرارات كانت تنطلق من رؤية عميقة و ثاقبة وحكيمة تعي جيدا المصالح التي ستتحقق من تلك القرارات فعلي سبيل المثال لا الحصر ( تعليم المرأة ، الابتعاث …. وغيرها من القضايا الجدلية التي لا تستند على نص شرعي في معارضتها.
فما نُشاهد من قرارات في عصر سلمان الحزم والعزم -خادم الحرمين الشريفين- هو امتداد لتلك القرارات التاريخية، فقد استهل –حفظه الله- تَولّيَهُ مقاليد الحكم بسلسة من القرارات الإصلاحية لقطاعات الدولة لتحقيق مصالح ومنافع للبلاد وتلبية احتياجات المواطنين، بجانب قرارات سياسية حازمة أثبت من خلالها مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا. وقد استبشرنا بقراره الأخير بالسماح للمرأة للقيادة فقد أصبحت قيادة المرأة للسيارة ضرورة وليس ترفاً لدرء مفاسد أمنية وأخلاقية واقتصادية على مجتمعنا حيث أن الاعتماد على السائقين له مخاطر أخلاقية وأمنية واقتصادية أكبر من مخاطر قيادة المرأة للسيارة كما أنه لا يوجد نص شرعي يحرم قيادة المرأة للسيارة، ونحن بلد نعمل بتعاليم الإسلام ونعرف تماماً أن الأصل في الإسلام الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم،” فمن كان يعارض قيادة المرأة للسيارة ينطلق من بعض المفاسد الظنية والاستباقية التي يراها من وجهة نظره ويتجاهل أو يتغافل عن جملة المفاسد الكبيرة والكثيرة من نظير حرمان المرأة حقها في قيادة السيارة” فعلى سبيل المثال من الناحية الاقتصادية لننظر إلى الحجم الكبير للمبالغ المالية التي يتم تحويلها شهرياً للخارج من السائقين ، فضلا عن المفاسد والتي لا يعلمها إلى مراكز الشرط والمحاكم ،كما أننا سمحنا لأنفسنا أن يوجد في بيوتنا وبين ابنائنا ثقافة ومعتقدات وعادات مزدوجة جراء السماح لهم بالسكن ببيوتنا، كما أن من يعارض قيادة المرأة للسيارة لم يعاني كما عانت بعض الأسر وبعض المطلقات والأرامل اللاتي يقفن بالساعات يستجدين سيارات الأجرة لتذهب إحداهن لمدرستها أو لعملها أو للمستشفى للعلاج أو لحاجاتها أو لغير ذلك؛ لذا فإن قيادة المرأة أيها السادة يا ابناء وطني الغالي ليست ترفاً بل هي حاجة ملحة ……..
أخيراً .. ستقود المرأة بالقرار السامي … وستثبت لجميع شرائح المجتمع بتوجهاته الفكرية أنها عنصر فعال وتستحق الثقة والتقدير والاحترام ، وستعكس الصورة المشرفة والحقيقية للمرأة السعودية.
أسال الله أن يحمي وطننا الغالي من مكر الماكرين وكيد الكائدين مثيرو الفتن متبعو الهوى الذين يصطادون في الماء العكر.
د. غازي بن عبدالعزيز السدحان
عميد تطوير التعليم الجامعي
المصدر