بسم الله الرحمن الرحيم
يواجه مجتمعنا اليوم تحديات فكرية تستلزم العمل الجاد لحماية الشباب من الأفكار المنحرفة والجماعات المتطرفة لاسيما مع تزايد الحملات الفكرية الضالة التي تستهدف الذكور و الإناث و التي تحتم التعاون المجتمعي لتحقيق الأمن في المجتمع وقد أمر الله تعالى بحفظ العقول من أي اعتداء عليها، لأن العقل هو قوام الإنسان وزينته وإليه يوجه الخطاب،: “يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب”
وبأمن العقول يطمئن الناس على ما عندهم من أصول وثوابت، ويأمنوا على ما لديهم من قيم ومبادئ.
وإذا كانت الأهداف الرئيسة للجامعة تكمن في إعداد الشباب الإعداد الصحيح عن طريق تزويدهم بالمعرفة ، وتشجيع روح البحث العلمي، وتنمية شخصياتهم ومواهبهم وتعزيز قدراتهم، فإن الذي يلاحظ مع كل أسف شديد أن بعض الجامعات ينصب دورها أساساً على الاهتمام بنقل المعارف العلمية المجردة والحقائق مع إهمال الجوانب الفكرية للطلاب، خاصة المتعلقة بتنمية إحساسهم بالانتماء وتزويدهم بالقيم، وإعدادهم لمجابهة المخاطر التي تحيط بهم، والتحديات التي تهدد وطنهم وأمنهم .
فالجامعة وهي إحدى المؤسسات التعليمية في المجتمع يقع عليها مسؤولية كبيرة في حماية الفكر وتحصين الطلاب ضد أمراض الغلو والتطرف من خلال إكسابهم المعايير الدينية والقيم الخلقية والقدوة الحسنة، وتتمثل هذه المسؤولية بالتوعية والوقاية أولاً ثم التقويم والمعالجة ثانياً.
فالتوعية هي الأداة الوقائية المثلى من كافة أشكال انحرافات الفكر والسلوك خاصة في ظل الفوضى الفكرية وازدواجية المعايير التي يشهدها العالم.
لذا لا بد من العمل على تصحيح المفاهيم والمصطلحات الشرعية وتنقيتها من الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حتى لا يقع الشباب ذكوراً وإناثاً في هاوية المفاهيم والأفكار المنحرفة الضالة ومن هنا فقد حرصت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على عقد المؤتمر والندوات من أجل الوصول إلى حلول عملية حول هذا الموضوع ولا شك أن مؤتمر ( واجب الجامعات السعودية وأثره في حماية الشباب من الجماعات والأحزاب من الانحراف ) والذي تقيمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الفترة الزمنية من 14- 15/8/1438هـ يصب في هذا الجانب ويهدف إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية في توعية الشباب وحمايتهم من الأفكار المنحرفة .
وتعزيز دور الجامعات السعودية في توعية الشباب وتعريفهم بواجبهم الشرعي نحو وطنهم ومجتمعهم .
وكيلة المركز للدراسات العليا
أ.د. أسماء عبد العزيز الداود
المصدر